الأحد، 17 مارس 2013

كتاب : هولاكو الأمير السفاح (مجانا)

كتاب, هولاكو, الأمير, السفاح,


كتاب : هولاكو الأمير السفاح
------------------------------
من هو هولاكو ؟

هولاكو بن تولوي خان بن جنكيز خان ملك التتار ومقدمهم، وأحد أشهر قادتهم وصانعي إنجازاتهم على مر العصور، كان طاغية وحازماً ومدبراً وذا همة عالية ومهابة وخبرة بالحروب.
كان توليه قيادة المغول في سنة 649هـ/1251م؛ فقد انعقد مجلس الأمراء المغولي المسمى «قوريلتاي»، وفيه قرر مونكو أن يتولى أخوه الأصغر هولاكو النيابة عنه في إدارة حكومة فارس، وتلقى هولاكو عندها رسالة مونكو؛ ومما جاء فيها: «فلتقم ما كان لجنكيز خان من تقاليد وعادات وقوانين في كل الجهات الممتدة من نهر أموداريا (جيحون) حتى أطراف مصر، وكل من يعلن الخضوع والطاعة لأوامرك فليلق منك المعاملة الطيبة، ولتغمره بكل مظاهر العطف، وكل من يعصي أوامرك فلتشتد في إذلاله».
ومنذ تلك اللحظة شغل هولاكو فترة قيادته للمغول بالحروب الطويلة؛ إذ عُرف بحروبه المتعددة، فاستولى على عدد من الممالك، مثل بلاد خراسان وفارس وأذربيجان والعراق والشام والجزيرة وديار بكر وغيرها. واشتهر في قيادته لهذه الحروب بقتل الملوك وإذلالهم، إذ قتل مثلاً الخليفة المستعصم العباسي وأمراء العراق وصاحب الشام وصاحب ميافارقين.
وقد حرص مونكو على أن يوفر لهولاكو كل المستلزمات الضروريّة في حملاته العسكرية؛ إذ أصلح له الطرق التي تجتاز تركستان وفارس، وأقام الجسور، ووفر العربات المناسبة لنقل أدوات الحصار من الصين، وجرى توفير المراعي لخيول العساكر، وتولى إحدى قيادات الجيش أخلص قادة هولاكو وأقربهم إلى نفسه وهو كتبغا النسطوري.
وبدأت سلسلة حروب هولاكو عندما انحدر من منغوليا مجتازاً البلاد والأنهار باتجاه فارس (إيران) وهدفه إقامة أسرة مغولية حاكمة وإنشاء حكومة مركزية فيها، وقد أدرك أن ذلك لن يتحقق ما لم يتخلص من الإسماعيلية والخلافة العباسية، أما طائفة الإسماعيلية فلأنها كانت تحول بين تحقيق أطماعه في السيطرة على القسم الغربي من العالم الإسلامي، فباشر بالهجوم على مواقعهم ودك حصونهم وقلاعهم التي سقطت الواحدة تلو الأخرى، ولم تستعص عليه إلا قلعتا «ميمون» و«ألموت»، وبعد صمود أدرك المتحصنون في هاتين القلعتين أن لا سبيل إلى المقاومة فأعلن قائدهم ركن الدين خورشاه الطاعة والإذعان لهولاكو في تشرين الثاني/نوفمبر سنة654هـ/ 1256م واستسلمت قلعة ألموت مركزهم الحصين في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.

وبقي أمام هولاكو أن يتخلص من الخلافة العباسية، وكان يليها في بغداد الخليفة المستعصم السابع والثلاثون من الخلفاء العباسيين، الذي اتصف بالضعف، فلم يكن شديد البأس، بل كان قليل الخبرة؛ مما سهل على أصحابه أن يسيطروا عليه، ولاسيما وزيره مؤيد الدين العلقمي، عندها أعلن هولاكو عزمه على الاستيلاء على بغداد، فأخذت الجيوش المغولية تهبط إليها في تشرين الثاني/نوفمبر من سنة 655هـ/1257م، إلى أن دخلها هولاكو في 9 صفر 656هـ/15 شباط/فبراير 1258م، واستحلها بكرة أبيها، ولم يسلم حتى الخليفة المستعصم الذي لقي مصرعه في 20 شباط/فبراير عام 656هـ/1258م.
ولما تم نهب بغداد واستباحتها أرسل هولاكو عدداً كبيراً من تحفها وكنوزها إلى أخيه مونكو، ثم اقترب خطر المغول من الشام، فسيطروا على ميافارقين ممهدين بذلك لحرب شاملة ضد بلاد الشام، وبالفعل توجه هولاكو في أيلول/سبتمبر من عام 657هـ/1259م إليها، فأخضع كثيراً من مناطقها الشمالية حتى وصل حلب فألقى عليها الحصار في كانون الثاني من سنة 658هـ/1260م، ثم دخلها جيشه، وبذلوا السيف بأهلها، بينما صمدت قلعتها ولم تستسلم إلا بعد شهر من المقاومة.
توجه هولاكو بعد ذلك إلى دمشق، وفي طريقه سيطر على عدد من المدن والمناطق، ثم استسلمت دمشق لقائد جيشه كتبغا، لكن قلعتها أعلنت العصيان والتمرد فشرع كتبغا في حصارها في آذار من سنة 658هـ/1260م، ونصب عليها المجانيق حتى استسلمت للمغول الذين تابعوا زحفهم للاستيلاء على بقية بلاد الشام.
وبعد ذلك وجّه هولاكو عام 658هـ/1260م إنذاراً إلى المظفر قطز سلطان المماليك طالباً منه الاستسلام، فما كان من قطز إلا أن عقد اجتماعاً عاجلاً مع أمراء دولته انتهى به إلى قرار يرفض إنذار هولاكو، ولم يكتف بذلك، بل أقدم على قتل رسله الذين حملوا الإنذار، وفي تلك الأثناء غادر هولاكو بلاد الشام متوجهاً إلى عاصمته بعد أن سمع بقيام صراع على السلطة هناك من جهة، ولخوفه على أملاكه في إيران من جهة أخرى؛ موكلاً قيادة الجيش للقائد كتبغا.





------------------------------------

إرسال تعليق

شكرا جزيلا

Whatsapp Button works on Mobile Device only

Start typing and press Enter to search